{“قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ(4)”} الإخلاص
– سورة الإخلاص لها شأنها العظيم وقَدْرِها في قلب كل مؤمن , فهي تدعو إلي توحيد الله تعالى, وهي تَعْدُل ثُلث القرآن الكريم (في الفضل وليس في الأجر) .
o السورة الكريمة تدعو إلي توحيد الله تعالى, فشاء الله تعالى (والله تعالى يعلم ولا أعلم) أن يجعل لهذه السورة الكريمة صفة خاصة بها , فآياتها مُتَوَحِدَة عن كل آيات القرآن الكريم , بمعني أن كل آية من الآيات الأربع للسورة الكريمة لم يتكرر معناها مرة أخرى مطلقاً في القرآن الكريم كله , وهذا من جمال وتَنوّع الإعجاز في القرآن الكريم .
o إنَّ من أوجه الإعجاز في القرآن الكريم المعاني الضمنية التي يَذْخَرْ بها الكـتاب المُعْجِز في كل سُوَرِةِ الكريمة .
وما عَلِمَ علماء الأمة الإسلامية منه حتى الآن إلّا اليسير من القليل , وما زال فضل الله تعالى على من يشاء من عباده في الإحسان عليهم بتيسير فهم المعنى الضمني للآيات الكريمات .
الآية الأولي {” قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) “} .
لم يتكرر في القرآن الكريم كاملاً ذِكْر كلمة أحد بما يفيد معناها في هذه الآية الكريمة .
كلمة أحد ذُكِرَت في القرآن الكريم “33” مرة (تأمّل الرقم الوِتْر , حيث أن الله تعالى وِتْر) ,
منهن مرتان في السورة الكريمة ,
– إحداهما في الآية الأولى بمعني أنها إسم من أسماء الله تعالى ذكره , وصِفَة من صِفَاته عَزَّ وجَّل ولم يتكرر مُطلقاً في القرآن الكريم كاملاً. ,
– و الأخرى في الآية الرابعة في السورة الكريمة بمعني واحد أو شئ(مِثلُها كبقية ال “32” الباقية) , مثل قوله تعالى ذكره :- {” فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ(26)”} الفجر
الآية الثانية {” اللَّهُ الصَّمَدُ (2) “} .
إسم من الأسماء الحسني لله تعالى ولم يتكرر مطلقاً في القرآن الكريم (الصَّمَدُ) .
الآية الثالثة {” لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)”} .
في القرآن الكريم آيات كثيرة تُنَزّه الله تعالى عن أن يكون له ولد .
أمّا أن الله تعالى لم يُولَدْ , فذلك لم يُذْكَر في القرآن الكريم كاملاً الّا في هذه الآية الكريمة .
الآية الرابعة {” وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ(4)”} .
في القرآن الكريم آيات كثيرة تُفِيد أنّ الله تعالى ليس كمثله شئ , فلا مثيل لله تعالى .
ولكن هذه الآية الكريمة ذَكَرَت معنى إضافي لزيادة تأكيد أنّه ليس كمثله شئ , وذلك بأن نَفَتْ عنه سبحانه وتعالى أن يكون له كفؤاً (وهو الأقل من المثيل) .
– ولتوضيح ذلك نضرب مثلاً ,{“وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)”} الروم
إذا ذهبت إلى صيدلية لشراء دواء خاص وله أهمية عندك , يقول لك الصيدلي أن الدواء الأصلي المستورد غير موجود , وأن الدواء المحلي المُمَاثِل للدواء المستورد غير متوفر حالياً بسبب شدة الطلب عليه (بعد توقف المستورد) وأن المتوفر حاليا دواء مُكافئ . , وذلك المُكافئ (يمشي الحال) لحين تَوَفُّر الأصيل أو المماثل .
ولتوضيح ذلك :
فالدواء المثيل أو المُمَاثِل يكون دواء له نفس التركيب الكيماوي تماماً ولكن من إنتاج شركة أُخري .
أما الدواء المُكافئ فهو دواء ليس له نفس التركيب الكيماوي تماماً ولا نفس الشركة المُصَنِّعة للدواء ولكن يُؤدّي الغَرَضْ المَطْلوب ولو بكفاءة أقل .
– أي أن الدواء المُكافئ أقل من المُمَاثل والمُمَاثل أقل من الأصلي .
• فالله تعالى ليس له مَثيل فقط بل ليس له كفؤاً أحد , وذلك المعني لم يتكرر في القرآن الكريم .
علاوة على ما سبق من تَوَّحُد آيات السورة الكريمة في معانيها (هي تدعو إلي التوحيد فناسبها من حِكْمة الله تعالى أن تتوَحد في مقاصدها ومعانيها) ., فإن إسم السورة ذاته ليس موجوداً بداخلها كأغلب سور القرآن الكريم . , وهذه تتمة لتَوَّحُد السورة الكريمة التي تدعو إلي التوّحيد الخالص لله تعالي رب العالمين .
اللهم إنفعني وإياكم بفضلها وبركـتها وهُداها يارب العالمين .
اللَّهم أحسن خواتيمنا وتَوَفّنا وأنت راضٍ عنا , يارب العالمين يا أرحم الراحمين .
اللَّهم صلّى وسلم وبارك علي حبيبك محمد وعلى آله كما صليت وسلمت وباركت على إبراهيم وآله إنك حميدٌ مجيد .