الفصل الثاني |
ضابط ابن عمر الجنزوري
المعنى الإصطلاحي لكلمات الظن
في
القرآن الكريم
إذا كانت كلمة الظن فعلية:
- إذا كان فعل الظن متبوع بمظنون ، فإنَّه يعني : أعلى درجات اليقين والإعتقاد الجازم في المظنون به .
- إذا كان فعل الظن غير متبوع بمظنون ، فإنَّه يعني : اليقين و الإعتقاد في ما ليس بالحق من الباطل والضلال .
لأنَّ الحذف يُفيد الدلالة على أنَّ المظنون به هو الظَّنَّ ذاته ، وحيث أنَّ الظَّنَّ يعني ما ليس بالحق .
فإنَّ فعل الظَّن الغير متبوع بمظنون يعني الإعتقاد واليقين بما ليس بالحق.
إذا كانت كلمة الظن إسمية :
- إسم الظن المعرَّف بأداة التعريف ( الظَّنَّ ) يعني : ما ليس بالحق .
كالشك ، والحسبان ، والتوهم ، والتهمة ، والتخيل والبهتان ، والقول الكذب .
- إسم الظن المعرَّف بالإضافة ( ظَنُّ ) يعني : إعتقاد ويقين المضاف إليه .
- إسم المصدر للظن [المفعول المطلق]( ظنَّاً ) يعني : أشد الإعتقاد في ما ليس بالحق .
وذلك لأنَّ إسم المصدر ، يفيد التأكيد لما يعنيه الفعل ، وفعل الظن الغير متبوع بمظنون يفيد إعتقاد ما ليس بالحق .
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم ، أحمد الله تعالى على أن هداني إلى منطوق ضابط ابن عمر ، والذي يعتمد أساساً على كون الكلمة فعلية أم إسمية .
ثم يتفرع من كلا الصيغتان [ الفعلية والإسمية ] صوراً أخرى ، إثنتان فعلية وثلاثة إسمية ، ليصبح لدينا خمسة صور لكلمة الظن .
ولكل واحدة من هذه الصيغ الخمس المعنى الخاص بها والدلالة البلاغية التي إستعملها القرآن الكريم لكي تُحققها .
بفضل الله تعالى وإعانته فقد إنتهيت من كتابة جميع الفصول الثمانية في هذا الكتاب ، والمتضمنَّة للدراسة التحليلة للآيات القرآنية الكريمة التي بها كلمات الظن .
وحتى لا أثقل على المتصفح لهذا الموفع ، فقد إكتفيت بنسخ خمس صفحات فقط من الكتاب الخاص بضابط ابن عمر .
ذلك الكتاب الذي تجاوز بكثير المئتان من الصفحات ذات الحجم الكبير ، لذلك فإنني في سبيل وضع نسخة مختصرة لكي أقدمها لأحبتي المتصفحين لهذا الموقع .
وقريباً بإذن الله تعالى سيتم تنزيل الكتاب المختصر على الموقع ، حتى تكتمل الفائدة منه .
أخي الكريم ، بمشيئة الله تعالى سوف أشرف قريباً بصحبتك لي في تصفح الكتاب المختصر وما يحتويه من الدراسة التحليلية الموجزة للآيات القرآنية الكريمة التي بها كلمات الظن .
وبفضل الله تعالى وهدايته ، فإنَّك بمشيئة الله تعالى بعد تصفح هذا الكتاب ستصبح لديك القناعة بأنَّ إستعمال القرآن الكريم لهذه الصيغ المتعددة قد حقق مرادات بلاغية ، ما كانت لتتحقق بإستعمال أى كلمة دون كلمة الظن .
أخي الكريم .إنَّ الفائدة الظاهرة لضابط ابن عمر ، بمشيئة الله تعالى سوف تتجلى لك في المصداقية الكاملة مع اليُسر والسهولة في التوصل إلى المعنى المراد من كلمات الظن ، إلاَّ أنَّ هذه ليست بالفائدة الأهم لهذا الضابط .
وذلك رغم أنَّ التأويل الأقرب إلى الصواب لكلمات الظن في القرآن الكريم كان هدفاً لكل علماء المسلمين ، ولطالما سعى إليه الكثيرون ، لكى ينالوا الأجر من الله تعالى على تيسير بيان مراد الله تعالى في كتابه الحكيم .
لكنني أرى من وجهة نظري الشخصية أنَّ الفائدة الأهم والأعظم ، هى أنَّ ضابط ابن عمر بيَّن وأكَّد الحق الواقع .
ألا وهو أنَّ القرآن الكريم كتاب عزيز لايُستدرك أيداً .
وبالطبع ذلك معلوم من الدين بالضرورة ، وكلنا نوقن ونؤمن به ، وبأنَّ كتاب الله تعالى في غناً عن أن يدافع عنه أى كائن من كان.
فحسب هذا الكتاب الحكيم أنَّه قول الله تعالى الخالق العظيم ، خالق اللغة وخالق المتكلمين بها.
وقد أعجز وأعي أفصح الناطقين بالعربية على وجه الأرض في أن يأتوا بشئ من مثله .
إلاَّ أنَّ التأكيد على ذلك بالدراسة والتحليل أمر واجب ومطلوب ، وذلك أدنى ألاَّ ترتاب بعض القلوب .
فقد يحسب أحد من المسلمين أنَّ كلاً من فعل [ عَلِمَ ] أو فعل [ أيقن ] يُحقق دلالة ظاهرة للمعنى المراد منها ، تُغني عن إستعمال القرآن الكريم لفعل الظن.
حيث أنَّ العلماء إختلفوا في تأويلهم له ، فمنهم من أوَّل فعل الظن باليقين ، في حين أنَّ الأغلبية أوَّلته بما هو دون اليقين .
ذلك الذي تسبب في حالة من الحيرة لدى قراء هذه التفاسير .
وقد عشت فعلاً هذه الحالة ، وكنت أتحرج من أن أبوح بها لأى أحد ، حتى ولو كان من أهل العلم .
وكانت هذه الحالة تدفعني إلى دوام الدعاء إلى الله تعالى بإلحاح شديد في أن يهديني إلى الحكمة في إستعمال القرآن الحكيم لكلمات الظن [ الفعلية والإسمية ] .
لكن بعد أن منَّ الله تعالى عليَّ ببيان الحكمة العظيمة من إستعمال القرآن الكريم لصيغ الظن الخمسة ، فكنت أتحدث بها لمن يعنيهم الأمر ، شكراً لله تعالى على عظيم فضله وإحسانه .
أخي في حب كتاب الله العزيز ، نحمد الله تعالى على فضله العظيم علينا جميعاً ، وبمشيئة الله تعالى بعد تصفحك للفصول القادمة من الكتاب سوف تتحقق بنفسك من أنَّ إستعمال القرآن الكريم للصيغ الخمس التي جاءت في ضابط ابن عمر ، قد أعطى دلالات بلاغية عظيمة ، ما كانت لتكون أبداً من أى كلمة أخرى غير كلمة الظن .
أخي الكريم ، أودُّ أن أؤكد على أنَّ الهداية لهذا الضابط ، وكذلك الدراسة التحليلية الغير مسبوقة للآيات القرآنية الكريمة التي بها كلمات الظن ، ليس لي منها أى نصيب مطلقاً ، وما ذلك كله إلاَّ فضل وإحسان وتكرم من الله تعالى جلَّ في عُلاه .
فقد مكثت قرابة الثلاث سنوات وأنا مشغول بهذا الشأن ، وكلما هداني ربي إلى شئ من ذلك حمدته سبحانه وتعالى وإستغفرته لعجزي عن أداء ما يجب من الشكر ، ثم أطلب المزيد من فضله .
وكلما كتبت فصلاً من الكتاب ، فإني أُعدِّل فيه وأعيد كتابته ، حتى استقر الأمر على ماهو عليه الأن .
وإنّي أتهم نفسي بالتقصير في صدق الإخلاص وحسن التوجه إلى الله تعالى بهذا الخصوص ، وذلك هو الذي أطال أمد الوصول إلى هذا الضابط ، حتى بلغ ما يقرب من الثلاث سنوات متصلة ، لكني يملؤني الطمع في مغفرة الله تعالى ورحمته .
أخي الكريم ، لقد وضعت تصوراً للضابط يعتمد على المراد من إستعمال كلمة الظن [اليقين أم الشك] .
وتصوراً آخر للضابط يعتمد على بيان عدد الآيات القرآنية الكريمة لكل صيغة من صيغ الظن .
وما كل ذلك إلاَّ بهدف زيادة توضيح وتأكيد المفهوم الجديد لضابط ابن عمر .
ضابط ابن عمر الجنزوري
الحصر العددي لكلمات الظن حسب المعنى المراد منها
كلمات الظن في القرآن الكريم [ 69 ] كلمة ، تنقسم حسب المعنى المراد منها إلى قسمان رئيسيان :
القسم الأول :كلمة الظن تعني كل ما ليس بالحق ، مثل الشك والبهتان والتوهم والقول الكذب وعددها عشر كلمات فقط
- وهى إسم الظن المعرف بأداة التعريف [ الظَّنَّ ] .
القسم الثاني :كلمة الظن تعني الإعتقاد واليقين ، وعددها [59] كلمة
ةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة
كلمات الظن التي تعني الإعتقاد واليقين [هى الغالبية العظمى ، وعددها (59) كلمة ] تنقسم كذلك إلى فرعين :
الفرع الأول : الكلمات التي تعني الإعتقاد واليقين فحسب ، وعددها [55] كلمة وتشمل :
- [1] جميع صور وأشكال الصيفة الفعلية للظن ، والمتبوعة بمظنون ، وعددها [46] كلمة .
وهى تعني أعلى درجات الإعتقاد واليقين في المظنون به .
- [2] إسم الظن المعرف بالإضافة ، وعددها [9] كلمات .
وتعني إعتقاد ويقين المضاف إليه .
الفرع الثاني : الكلمات التي تعني الإعتقاد واليقين بالباطل ، وعددها [4] كلمات تحديداً وتشمل :
- [1] فعل الظن الغير متبوع بمظنون [ يظنون ] وتكرر مرتان فقط.
وهو يعني الإعتقاد بالباطل ، لأنَّ حذف المظنون يفيد الدلالة على أنَّ المظنون به هو الظَّنُّ ذاته .
وبما أنَّ الظَّنَّ يعني ما ليس بالحق ، فإنَّ فعل الظن الغير متبوع بمظنون يفيد الإعتقاد واليقين بما ليس بالحق من الباطل والضلال.
- [2] إسم المصدر [ ظنَّاً ] وتكرر مرتان فقط .
وهو يعني أشد اليقين بما ليس بالحق ، لأنَّ المفعول المطلق يفيد التأكيد على ما يعنيه فعل الظن .
ولأنَّ فعل الظن يعني إعتقاد ما ليس بالحق ، وذلك لحذف المظنون به .
فيصير المعنى المراد من إسم المصدر [ ظنَّاً ] هو : أشد الإعتقاد بما ليس بالحق .
ضابط ابن عمر الجنزوري
تقسيم كلمات الظن بظاهر اللفظ
إسمية أم فعلية
كلمات الظن الفعلية [ عددها 48 كلمة ] ، و كلها تعني الإعتقاد واليقين وتشمل :
- [1] فعل الظن المتبوع بمظنون ، وعدده 46 كلمة .
وهو يعني اليقين في المظنون به ، سواء كان هذا المظنون هو الحق أم الباطل .
- [2] فعل الظن الغير متبوع بمظنون ، وعدده كلمتان فقط .
وهو يعني حصراً اليقين في الباطل والضلال ، وذلك لأنَّ حذف المظنون به يدل على أنَّه الظَّنَّ نفسه.
كلمات الظن الإسمية [ عددها 21 كلمة ] وتشمل :
- [1] الإسم المعرف بأداة التعريف [ الظَّنَّ ] ، وعدده عشر كلمات .
وهو يعني ما ليس بالحق من الباطل والضلال ، كالشك والتهمة والبهتان والقول بالكذب وغير ذلك .
- [2] الإٍسم المعرف بالإضافة ، وعدده تسع كلمات .
وهو يعني إعتقاد ويقين المضاف إليه .
- [3] إسم المصدر ، وهو المفعول المطلق للظن [ ظنَّاً ] ، وعدده كلمتان فقط .
وهو يعني أشد الإعتقاد واليقين بما ليس بالحق .